
أعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في أول خطاب بعد سريان وقف إطلاق النار، انتصار المقاومة على العدوان الإسرائيلي، نصراً يفوق انتصارها في عدوان تموز 2006، مؤكداً الالتزام بتطبيق الإجراءت التنفيذية المتفق عليها بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
وقال قاسم، في خطاب متلفز، إننا «أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي تحقق في تموز عام 2006»، موضحاً أن «اتفاق وقف إطلاق النار ليس معاهدة بل برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701 ومحور الاتفاق هو جنوب نهر الليطاني وهو يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها». وأكد قاسم أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق»، مشيراً إلى أنه «تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع». كما أكد قاسم أن «نظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً وسينتشر في وطنه ووطننا»، داعياً إلى عدم المراهنة على خلاف بين الجيش والمقاومة.
وفي الشأن السياسي، أعلن قاسم أن الحزب سيتعاون ويتحاور مع «كل القوى الوطنية التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق الطائف»، وسيعمل على «اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، وإن شاء الله يتم ذلك في 9 كانون الثاني».
وبالنسبة إلى إعادة الإعمار، أكد قاسم أن الحزب سيتابع عملية إعادة الإعمار والإيواء الكريم. وإذ لفت إلى أن لدى الحزب «الآليات المناسبة»، أشار إلى أنه سيتعاون في ذلك «مع الدولة وكل المنظمات والدول التي ترغب في مساعدة لبنان لنعيد لبنان أجمل مما كان».
وكان قاسم قد بدأ خطابه بتأكيد أن «المقاومة أثببت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات»، مشيراً إلى «(أننا) عندما أطلقنا جبهة المساندة كررنا أننا لا نريد الحرب ولكننا جاهزون لها إذا فرضها العدو الإسرائيلي». وشرح أن «الحرب بناها الاحتلال منذ 64 يوماً على أساس إبادة حزب الله وإعادة سكان الشمال والعمل على بناء شرق أوسط جديد، متوقعاً أن ينجز أهدافه خلال وقت قصير بعد ضرب منظومة القيادة وإمكانات كانت موجودة لدينا»، مضيفاً أن «حزب الله استطاع الوقوف صامداً على الجبهة وبدأ بضرب الجبهة الداخلية للعدو ومحاصرته بخسائر كبيرة جداً دفعته للذهاب إلى وقف إطلاق النار». ولفت قاسم إلى أنه «خلال هذه الحرب بدل الـ 70 ألفاً بات هناك مئات الآلاف من النازحين في إسرائيل ووصل العدو بسبب صمود المقاومة لانسداد الأفق»، مشيراً إلى أن «61% من الإسرائيليين أقروا أنهم لم ينتصروا في الحرب». ورأى قاسم أن «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين»، مؤكداً أن «هذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى».
وإذ أكد استمرار المقاومة في دعمها لفلسطين الذي «لن يتوقف وسيكون بأشكال مختلفة»، شكر قاسم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وكل من إيران واليمن وسوريا والعراق على دعمهم للمقاومة.